معتقل 5 نجوم

ألقي القبض علي في منتصف الشهر السادس بعد أن خرجنا في مظاهرة في داخل المسجد ... بالرغم من التواجد الأمني الكثيف وحصار خانق للمسجد...كل الذي رددناه الله أكبر ولا إله إلا الله ..فبدأ إطلاق النار من رشاش دوشكا (م.ط) في الهواء لإخافة الناس.

إستطعنا الخروج من المسجد ...لكن بعد خروجنا فوجئنا بأحد البكابات التي كانت تعتقل عشوائياً وكنت أحدهم, و أنا معهم قمت بإزالة كرت ذاكرة الجوال دون إنتباههم  ولم أستطع رميه لأنه كان يحتوي على معلومات مهمة,فوضعته في فمي نظراً لصغر حجمه (mini) .
 

عند وصولنا إلى المفرزة بدء التحقيق كان الضرب عنوانهم ,طمشونا وبدء التحقيق مباشرة ...مع أحد الشباب و أخذوا الموبايلات بعد تفتيشنا. 

(قرأت الكثير على شبكة الإنترنت عن المعتقلين و أسباب إعتقالهم و كيفية التحقيق معهم و أساليب تعذيبهم وكان لذلك أثر كبير في كيفية تعاملي مع الأمن الأسدي)

بالنسبة لي أخذ الجوال مني وبدء أحد يهمس في أذني قائلاً بتعرف أسماء بنفرج عنك ومن هالحكي قالها لي مرتين فقلت له لا أعرف أسماء فنزعج وقال هلق بفرجيك,بعد قليل صاح أحدهم لمين هذا الجوال (لم يرد أحد) لمين هذا الجوال الأسود فقلت لهم أنا فرفع عن عيني الطماشات وقال لي جوالك نوعو غريب وبالإنكليزي ساوينيا بالعربي ,,إبتسمت في قلبي (وأحسست بغبائهم)وقلت له ما بصير عربي ((هو الجوال بصير عربي)) ....بعد قليل رجع لعندي قلي طالع كرت الجوال قلتلو هذا ما فيو كرت هذا الجوال ذاكرته الداخلية كبيرة 150 ميغا!!!!!!! كأني قلتلو 150 غيغا ولو أني أشك في أنه لا يفرق بين ميغا وغيغا,,,بعد قليل أتى وقلي جوالك نوعو غريب (( كان يستخدم الأزار ولم يعرف أن جوال يعمل على اللمس))......صدفة إستطاع الوصول إلى الإستديو ورأى عنوان لمقطع فيديو (الشيطان و الأسد) ولم يكن قادر على تشغيله لأن الكرت غير موجود في الجوال فقلي الشبيح شو هادا المقطع شغلو ولووو,,أخذت الجوال على أساس شغل المقطع قمت حذفتو بتحديث الإستديو ........هون جن جنونو وما عاد تعرف الضرب من وين بيجي ..وقلي هلق بدك تشغلو ,,رب العالمين يسرها معي وإقتنع إنو المقطع مو موجود...

تم تحويلنا إلى الفرع 221 فرع البادية مباشرة .... ولم يكن هناك سبب لـ إعتقالنا و إرسالنا إلى الفرع لكن كما أعتقد أنهم يريدون تبرير إطلاق النار وأنهم إستطاعو إعتقال المتظاهرين و المحريضين و المصور.

تم إتهام أحد الذين إعتقلو عشوائياً بأنه المصور على الرغم بأنه لا يحمل كاميرة أو حتى موبايل!!!!!!!! ,,وأخر إتهموه بقيادة المظاهرة ...وأجبروه تحت الضرب على الإعتراف وأنهم كانوا يريدون منه 20 إسماً على الأقل حتى يفرجوا عنه ...أحد هذه الأسماء التي أقر بها كان إسم جده المتوفي من 30 سنة ,,وكان أيضاً بين الأسماء إثنان لم يبلغا 17 عاماً.

في الطريق إلى الفرع ....لا يخفى عليكم الكثير...إهانات ,ضرب ,أحد العناصر :بدك حرية ..كم كيلو ,في فرع البادية الأسئلة هي نفسها مشان الجوال....و أضاف عليها إنو فتحنا على الرسائل و على مجلد الفيديو بجوالك,بعد قليل أنزولنا إلى أقبية الفرع حيث بقينا واقفين على قدم واحدة (اليمنى)...... عدة ساعات ...قامو بضربنا بعصاية الكهربا كنت المحظوظ بينهم لأنوا لم يضربني بها إلا مرة واحدة  أدخولنا إلى السجون , أنا و أحد الأشخاص جلسنا في غرفة 4*4 وكان معنا عسكري و الأخرون وضعوهم في غرفة إنفرادية لا تتجاوز مساحتها 1 مترمربع ,بقينا فب الفرع 4 أيام  ..... للحظات كنت أفكر بس نحنا يلي طالعين ضد نظام لأنو كنا نحن الخمسة فقط معتقلين بسبب المظاهرات .

في تلك الغرفة ...منعنا من الكلام مع بعضنا وخلسة تكلمت مع العسكري الذي كان مسجوناً معنا في الغرفة وكان سبب وجوده بالسجن تقرير!!!! ,و ينتظر أن يحقق معه ,عندما تركته مضى عليه من الوقت شهر تقريباً ,وأهله لايعلمون عنه شيئاً .
في اليوم الثاني في الفرع تعرفت على عسكري آخر مسجون هو من عساكر الحدود (الهجانة) لم يرا أهله منذ أكثر من 7 شهور ......قال لي لا أذكر شكل أخي الصغير جيداً أريد أن أراه.

في الواقع كنت في معتقل 5 نجوم ,,إعتقلوني وأمضيت فقط 4 أيام قبل أن يحولوني للتحقيق ,,عند وصولي إلى هناك بدأت التفكير بأنواع التعذيب التي كان المعتقلين يتعرضون لها و ما سأتعرض له منها أو أشد منها,لكن 4 أيام لم يفعلو شيئاً سوا كلمات الشتم و السوء التي تسمعها منهم..,جرى التحقيق معنا ومن بعدها تم تحويلنا إلى القضاء حيث بقينا هناك يومين وفرجت بفضل الله خرجت وكرت ذاكرة الجوال بقي 6 أيام في فمي ومازال يعمل . 

المعنويات مرتفعة ودولة القمع و الغباء ونظام الطوارئ الذي ما يزالون يعملون به سيسقط بإذن الله والحرية لمعتقلي الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك أثراً